Wednesday, April 23, 2008

Caramel سكر بنات

سكر بنات أو كراميل بالترجمة الفرنسية
الفيلم اللبنانى لمخرجة الاغانى الشهيرة نادين لبكى و التى لطالما أخرجت الاغانى للجميلة نانسى عجرم
لم تكن تلك تجربتها الاولى فى التمثيل فقد مثلت من قبل فى فيلم بوسطة اللبنانى
و لكنها هذه المرة تخترق الاخراج السينمائى لأول مرة فى فيلم من بطولة مشتركة مع عدة ممثلات لبنانيات اخريات
الفيلم قد يكون صعب للمشاهد المصرى و الذى قد لا يفهم هذه اللهجة اللبنانية الصرف و التى ما أن تبدأ فى متابعة الفيلم حتى تبدأ التفكير بها و بمعانيها المختلفة عن المصرية العامية تماماً
الفيلم يدور حول بعض الفتيات و اللاتى يدرن صالون للتجميل للسيدات (كوافير) و نجد البطلة الرئيسية ليال و التى تقوم بها نادين لبكى نفسها
و التى تعيش فى علاقة من رجل متزوج و لا نراه ابداً فى الفيلم و لكنك قد تسمع صوته خافتاً فى الهاتف حين تحادثه
و لا أذكر باقى أسماء البطلات و لكن توجد الفتاة المسلمة و التى تمت خطبتها لشاب و تحبه بالفعل و لكنها لا تستطيع الاعتراف له بعلاقتها السابقة و التى قد فقدت فيها عذريتها فتقوم بعمل عملية لأعادة العذرية الضائعة
و بالطبع هى الشخصية المسلمة الوحيدة فى البطلات لأن نسبة المسلمين لا تكاد تصل للربع من أهل لبنان
و توجد السيدة التى تركها زوجها بعد وصولها لسن اليأس و لكنها لا تزال تتشبث بالشباب مقلدة احدث خطوط الموضة و تسريحات الشعر و حتى انها فى مشهد مؤلم نجدها تدخل الحمام لتضع سائل أحمر على فوطة صحية و ترمى بها فى سلة المهملات حتى يعرف الجميع انها مازالت تواجه الدورة الشهرية الدليل الوحيد على شباب المرأة
الفتاة الرابعة هى الفتاة التى لا تتقبل الفتيان أو بمعنى أكثر وضوحاً هى الشخصية المثلية فى الفيلم و التى تتصارع طوال الوقت مابين الانهيار لرغبتها فى جنسها مع أحدى الزبونات و ما بين رفض المجتمع أى شئ يتعلق بالمثلية الجنسية
السيدة الخامسة هى صاحبة محل الحياكة و الخياطة بجانب صالونهن و التى فاتها أن تقع فى الحب فتصل أليه متأخرة واقعة فى حب زبون فرنسى عجوز يحضر لضبط مقاسات بذلته العتيقة
محاولة التغاضى عن أزعاج أختها الاكبر منها ليلى السيدة المجنونة و التى طوال الوقت تجمع الاوراق المهملة فى الشوارع معتقدة انها رسائل حبيبها الذى ذهب و لم يعد أبداً
لا رجال فى الفيلم بشكل معين
فلا نكاد نرى الرجال الا فى مشاهد قليلة فخطيب الفتاة المسلمة لا يظهر ألا فى مشاهد معدودة و أحداها و هو يحاول أثناء العشاء مع أهله أن يمد يده الى ما تحت فستانها من أسفل الطاولة
رجل التوصيل هو أول الرجال ظهوراً فى الفيلم و الذى يحاول أن يمد علاقة بينه و بين الفتاة المثلية و لكنها ترده بلطف عنيف نوعاً ما
و لا ننسى الرجل العجوز الذى يمشى مستنداً دائماً فهو رجل ضعيف جداً
و البطل الى حداً ما هو ضابط القسم أمام الصالون الذى يقع فى حب ليال و حين ما يحاول أن يتواصل معها كزبون فى الصالون
تحلق له شاربه و تنتف شعر حاجبيه بالكراميل (حلاوة أو sweet) باللهجة المصرية
كأنما تعاقبه على دخوله كرجل فى عالمهن النسائى و يبدو شكله كريكاتورياً و هو يتألم و يبكى من عملية أزالة الشعر تلك
الفيلم يحمل أجواء خفية عن المجتمع المصرى و العربى تماماً للرجال فلا يعرف أحد ما يحدث من طرق للتجميل للسيدات
و كيف أن المرأة حينما تحاول أن تبدو جميلة للرجل قد تتعذب و تتألم لساعات فقط حتى لا يرى منها ما ينفره منها
فليال مثلاً حينما تقابل زوجة عشيقها فى صالون التجميل تقوم معها بعملية أزالة شعر الجسم بعنف زائد ملفت للنظر كأنما تعاقبها على محاولة حفاظها على جمالها للأحتفاظ بحب زوجها
بينما ليال تنتظره بالساعات للأحتفال بعيد ميلاده فى شقة أستأجرتها و هو لا يأتى أبداً
قد يعجب المشاهد بالفيلم لأول وهلة و لكنه حينما يتعلق بأفكاره يجد أنه قد حول العلاقة بين الرجل و المرأة الى صراع على مناطق الملكية و الخصوصيات
فالفيلم لا يكاد يذكر الرجال و لكنه يدور حول الرجال طوال الوقت